العرباوي........نحن نختلف عن الاخرون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سلسلة محاضرات أخطاء النساء للدكتور محمد راتب النابلسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالرحمن العرباوى

عبدالرحمن العرباوى


ذكر عدد الرسائل : 117
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 15/08/2007

سلسلة محاضرات أخطاء النساء للدكتور محمد راتب النابلسي Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة محاضرات أخطاء النساء للدكتور محمد راتب النابلسي   سلسلة محاضرات أخطاء النساء للدكتور محمد راتب النابلسي Icon_minitimeالسبت سبتمبر 01, 2007 7:45 am

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهمّ لا علم لنا إلا ما علَّمتنا إنَّك أنت العليم الحكيم ، اللهمّ علِّمنا ما ينفعنا ، وانْفعنا بما علَّمتنا ، وزِدنا علمًا ، وأرِنا الحقّ حقًا وارزقنا اتِّباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجْتِنابه ، واجْعلنا مِمَّن يستمعون القَوْل فيتَّبِعون أحْسَنَهُ ، وأدْخِلنا بِرَحمتِكَ في عبادك الصالحين.


بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الإخوة الكرام ، الدرس اليوم مُوَجَّهٌ إلى نصف المجتمع الآخر ؛ إلى المرأة ، فالذي يُعلّم امرأةً يعلّم أُسرةً ،
الأم مدرسةٌ إذا أعددْتها .... أعددْت شعبًا طيّب الأعراق
والمقولة : أنّه من علَّم شابًّا علَّم شخصاً واحدًا ، ولكن من علَّم فتاةً علّم أُسرةً ، هناك مخالفات كثيرة جدًّا يقع بها النساء المسلمات ، عن جهلٍ أو عن تقصير مِن قِبلهنّ ، أو من قبل أزواجهنّ ، وهذه المخالفات مبوّبة ومرتّبة بحسب فروع الدِّين الكبرى ، وهذا الذي سأتحدث عنه ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال قلت لأبي أسامة حدثكم عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا مع ذي محرمّ به .
فما من بنْد إلا وعندي مئات بل بضع مئات من الشواهد على أنّ النّسوة اللواتي يسلكن هذا الطريق، يسْلكْنَ طريقًا مسدودًا ، فمثلاً نساءٌ مسلمات ، زوجات لِمسلمين يرتادون المساجد ، ويطلبون العلم ، قد يذهبن إلى السَّحرة والمشعوِذين والكهنة !! وكلّ هؤلاء يرتدون مسوح رجال الدّين ، و يدعّي أنّه شيخ يفكّ السِّحْر ، ويقرّب بينها وبين زوجها ، ويجلب السعادة لها، هناك من الدجاجلة والمشعْوذين ما لا سبيل إلى حصْره ، اكتُشفت امرأة تذهب إليها الفتاة تعِدُها بزوج مقابل ثلاث مئة ألف ، عندها مجموعة شبّان ترسل أحد هؤلاء الشبان فيخطبُ هذه الفتاة، فأوّلاً ترسله و يخطب ، فمعناه أن كلامها صحيح والمبلغ أخذتهُ وفْق وَعْدٍ صحيح ، ثمّ يختلق الشابّ مشكلةً وتُفسخ هذه الخطبة ، وتعود الأمور إلى مجاريها ، فلابدّ من الوعي ، آلاف المشعوذين والدجاجلة ، وكلّهم يرتدون مسوح رجال الدّين ، فالقرآن الكريم واضح ، قال تعالى: ( قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ) [ سورة الفلق ]


فالله عز وجل أمرنا أن نستعيذ به ، قال تعالى : ( ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون ) [ سورة الأعراف ]

إذا ً اذكر الله عز وجل فذكرهُ يُذهب عنّا الشيطان و شَرّه ، فالاستعاذة بالله وذِكْر الله عز وجل وسيلتان قرآنيّتان من عند خالق الكون ، وربّنا عز وجل وصف الشيطان بأنّه وسواس خنّاس ، لمُجرّد أن تستعيذ بالله عز وجل يخنُس وينتهي ، أما حينما يلجأ الناس ، ولا سيما النِّسْوة إلى دجاجلةٍ فهذا يعني التماس الخير و الفلاح عند غير الله ، والله هناك قصص يندى لها الجبين ، هناك حالات من الزنا تتِمّ في مثل هذه الأماكن ، وهذه الحالات ينْدى لها الجبين ، وأنا لا أتكلّم من فراغ ، ولكن من واقع ، فأحد الأشخاص الذين أثقُ بهم حدّثني عن قريبه ، يرتدي مسوح رجال الدِّين ، ويحلّ مشكلات الزوجات ، وهو لا يصلّي! ويرتكب الزنا بعشرات النساء من الجاهلات اللواتي يذهبْن إلى هذا الشيخ الكذاب ليفُكّ السِّحر عن ابنتها مثلاً فحين وقع خلاف بين البنت و بين زوجها ، فالحلّ أن تذهب أُمّها إلى ساحر ، أو إلى رجلٌ يدعي أنّه رجل دين!
نحن المسلمين ديننا دين علمٍ ، ودين أدلّة ، قال عليه الصلاة والسلام تركتكم على بيضاء نقيّة ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا ضالّ
يجبُ أن تعلموا علم اليقين أنّ النبي عليه الصلاة والسلام لا يؤخّر البيان عن وقته ، لو أنّ هناك طريقة لفكّ السِّحْر ، وللتأليف بين الزوجين غير هذه الآيات وتلك الأحاديث لذكرها النبي عليه الصلاة والسلام ، أما هذا الابتداع في حلّ مشكلات الناس الاجتماعيّة والأُسريّة البعيد عن الله عز وجل هو دَجَلٌ في دَجَل .
حدثني أخٌ كريم ، قال لي : يعرف امرأة في سنّ متقدمة ، تستخدمُ أساليب الخداع والاحتيال من أجل حلّ مشكلات الزوجات ، وهذه المرأة ذكيّة جدًّا فتأخذ مبلغاً ضَخماً بِنِيّة التوفيق بينها وبين زوجها ، تأمرها أن تكون نظيفةً ، وأن تعتني بأولادها ، وأن تتزيَّن لزوجها ! فعلاً تُحَلّ المشكلة بهذا الشكل ، فبماذا أمرتها ؟ بما يحبّه الزوج ، أمرتها بأشياء أمر بها النبي عليه الصلاة والسلام ، لكنّها ابْتزَّتْ مالها وأوْهمتها أنّها عن طريق السّحر والجنّ ، تمكنت من تحقيق الوفاق بينها و بين زوجها ، و لو أنّ كلّ امرأة طبّقَت منهج رسول الله وطبّقت السنّة ، لأحبّها زوجها ، ولأحبّها ربّها ، ولألقى حبّها في قلب زوجها
إذا ً أوّل مشكلة تقع بها نساء المسلمين ، وزوجات المسلمين الذين يرتادون المساجد ، أن يذهبن إلى السّحرة والمشعوِذين والكهنة
أنا رأيتُ في مصر العجب العجاب ، رأيتُ في معظم مساجدها أولياء مدفونين ، والناس يطوفون حولهم كأن قبر أحدهم مقام النبي عليه الصلاة والسلام : ويسألونهم الأولاد والرّزْق ، وهذا شركٌ بِعَينه ، لا يُسأل إلا الله عز وجل ، دقِّقوا أيّها الإخوة ، قال تعالى: ( قل اني لا املك لكم ضرا ولا نفعا ) [ سورة الجن ]
والأبلغ من ذلك قوله تعالى : ( ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون ) [ سورة الأعراف ]

قال تعالى : ( و لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء )

هذا كلام ربّنا ، فسيّد الخلق ، وحبيب الحقّ لا يعلم الغيب ، ولو أنّه كان يعلم الغيب لاستكثر من الخير ، لا يملك لأمته نفعًا ولا ضرًّا ، ولا يملك لنفسه نفعاً و لا ضراً فلأن لا يملك لغيره من باب أولى ، أحيانًا يأتيني أخ ويقول لي : أريد عملاً لابني ، أقول له : و أنا لم أجد عملاً لابني ، فما دمت أضعُفُ عن إيجاد العمل لابني فمن باب أولى أنني لا أستطيع أن أجده لابنك، فهذا منطق سليم .
و الآن هاكم الأدلّة ، يقول عليه الصلاة والسلام :
من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة
[ رواه أحمد]
عن أبي هريرة والحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .
[ رواه مسلم]
فهذه أكبر مخالفة تقع بها الأخوات المسلمات في شأن حلّ مشكلاتهِنَّ الزوجيّة ، زوجها لا يحبّها ، لتقصيرها ، أو لأنها تُطيعه في معصية الله عز وجل ، والله عز وجل يقول : ( وضرب الله مثلا للذين امنوا امرأت فرعون اذ قالت ربِ ابنِ لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ) [ سورة التحريم ]

لحكمةٍ بالغةٍ بالغة شاء لها الله أن تكون صدّيقة النّساء ، زوجة أكبر طاغيَةٍ كافر في الأرض ، الذي قال أنا ربّكم الأعلى ! وبكلّ جبروته وقوّته لم يستطع أن يحمِل زوجته على الإيمان به ، فالمرأة مستقلّة في دينها عن زوجها ، ولن يُعفيَها ربّها إذا قالَت كذا يريد زوجي ، لا ! لا طاعة لمخلوق في معصيَة الخالق ، هذا منهج الله عز وجل ، إذا لم يكن هناك وئام كانت هناك معصية بالبيت ، وأشياء لا ترضي الله عز وجل ، و إصرار على معصية ، وطبعًا من أرضى الناس بسخط الله سخط عليه الله وأسخط عليه الناس ، فالمرأة التي ترضي زوجها بسخط الله عز وجل يسخط عليها ربّنا جلّ جلاله ، ويُسخِّطُ عليها زوجها .




يتبع باذن الله مع مخالفات اخرى للنساء .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالرحمن العرباوى

عبدالرحمن العرباوى


ذكر عدد الرسائل : 117
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 15/08/2007

سلسلة محاضرات أخطاء النساء للدكتور محمد راتب النابلسي Empty
مُساهمةموضوع: تابع   سلسلة محاضرات أخطاء النساء للدكتور محمد راتب النابلسي Icon_minitimeالسبت سبتمبر 01, 2007 7:47 am

واليكم الجزء الثاني



و الآن هذه مخالفة ثانية صارخة : عيبٌ ومخالفة خطيرة جدًّا حينما تحزن المرأة ، وتنوح، وتضرب وجهها ، وتشق جيبها ، روينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
"لَيْسَ مِنّا مَنْ لَطَمَ الخُدُودَ، وَشَقَّ الجُيُوبَ، وَدَعا بِدَعْوَى الجاهِلِيَّةِ" وفي رواية لمسلم "أوْ دَعا أوْ شَقّ .
[ متفق عليه ]
والله هناك نساء يخرجن وراء الجنازة بقميص النوم إلى الطريق ، يلطمْنَ وُجوههنّ نياحةً على أزواجهنّ ، هؤلاء النّسوة لا يعرفن الله أبدًا ، المؤمن الصادق يرضى بقضاء الله وقدره ، فأيّما امرأة ضربَت وجهها ، وشقَّتْ جيْبها ، وصرخَت بِوَيلها ، على أقرب الناس إليها ، فقد قامتْ بِعَمل جاهليّ لا يرضي الله عز وجل ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لَيْسَ مِنّا مَنْ لَطَمَ الخُدُودَ، وَشَقَّ الجُيُوبَ، وَدَعا بِدَعْوَى الجاهِلِيَّةِ" .
والله أعرف رجلاً من علماء دمشق ، له ابن أخذ دكتوراه في الطبّ، واختصّ في أمراض القلب ، ودخل كليّة الشريعة ، وصار في الصفّ الثالث ، وحفظ كتاب الله تعالى ، و أنهى خدمته الإلزاميّة ، وخطب فتاةً مؤمنةً ، وعُقِد العقد ثمّ توفّي بِحَادث ، ذهبتُ لِتَعزية والده العالم الجليل ، والله رأيتُ من والده العجب العُجاب ، رأيت تماسكًا ورضًا بقضاء الله وقدره ، فهذا هو المؤمن ، هناك مصائب كبيرة جدًّا ، ومع ذلك فالمؤمن يقبلها من الله عز وجل .
ذات مرّةٍ أحد الإخوة الكرام ، وَلدَت زوجتهُ بطريقةٍ استثنائيّة ؛ سحب الولد من بطنها بوساطة آلة ، فهذه الآلة أثَّرَتْ في دماغ المولود، فصار يضطرب كلّ دقيقة اضطرابًا شديدًا ، فأوّل طبيب راجعوه قال : هذا الطّفل مصيره أنّه سيكون أعمى أو مشلولاً أو معتوهاً ، الطبيب الثاني قال الكلام نفسه ، وكذا الطبيب الثالث ، فدخل اليأسُ إلى نفس والده ، قلتُ له مرَّةً : هذا الإله العظيم الذي تحبّه ، و الذي تعبده ، و الذي وهبتهُ كلّ ما تملك : عندما تقرأ في صلاتك كل يوم مرات و مرات ، قال تعالى : ( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) 162 [ سورة الأنعام ]
هذا هو قراره ، فينبغي أن ترضى بقراره و تفوض أمر الطفل إليه ، وربّنا عز وجل بعد حين شفا هذا الابن وهو في آخر سنة في الجامعة ومتفوّق ، مع أنّ ثلاثة أطبّاء من كبار أطباء دمشق أجمعوا على أنّ هذا الابن ينتهي إلى العمى أو الشلل أو العته ، فالذي عند الله غير الذي عند العبد ، يجبُ أن ترضى بقضاء الله وقدره ،
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لَيْسَ مِنّا مَنْ لَطَمَ الخُدُودَ، وَشَقَّ الجُيُوبَ، وَدَعا بِدَعْوَى الجاهِلِيَّةِ" .
و إليكم الحديث الذي رواه الإمام مسلم ، فعن أبي مالك الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جَرَب
[رَوَاهُ مُسْلِمٌ]
هذه الصارخةُ النائحةُ ، وهذه التي تشدّ شعرها ، وتلطم وجهها ، وتمزّق جيبها ، وتصرخ بِوَيلها ، هذه ليْسَت مؤمنةً بالله أبدًا .
يروي التاريخ عن صحابيّة جليلة مات طفلها ، وكان زوجها أثناء النهار يعمل في بستانه فلمّا رجع مساء سألها عن ابنها قالت : هو في أهدأ حال ، وهيَّأتْ له الطعام و تناول عشاءه ، وتزيَّنَتْ له وقضى حاجته منها ، وفي الصباح قالتْ له : لو أنّ الجيران أعارونا عارية ثمّ استردّوها أتغضَب ؟ قال : لا . فقالت : هكذا فعل ربّنا بطفلنا ؟ فذهب إلى النبي وأعلمه ، فقال : بارك الله لكما في ليلتكما ، ورُزق نتيجة هذه الليلة غلامًا أنجب عشرةً حفاظاً للقرآن الكريم .
هكذا المؤمن يرضى بقضاء الله وقدره ، هناك نساء يجزعن لِضُرّ نزلَ بهنّ فتدعو هذه المرأة على نفسها بالموت ، والنبي عليه الصلاة والسلام نهى عن ذلك ، فقد ثبت في الصحيح عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لا بد متمنيا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي.
[ رواه مسلم]

هناك من يقول : آمين إذا قالت زوجته قصف الله عمري! فلا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ، هذا أيضاً من مخالفات النساء ، تجدها لو تعطَّلتْ الغسالة تدعو على نفسها بالموت !

ومن المخالفات في العقيدة ، طبعًا هذه ليْسَت في بلادنا ، وإنما في بلاد أخرى فكثير من الناس يعتمدون على الخادمة في تربية الأولاد ، وهذا خطرٌ كبير ، خادمةٌ ليْسَت مسلمة هي التي تربّي الأولاد ، تربّيهم على عقيدة فاسدة وعلى سُلوك فاسد وهنّ يترفَّعن عن تربية أولادهنّ ، هذه أيضًا مخالفة كبيرة ، لا شيء يعوّض الطفل عن أُمّه .
سوف أضرب مثلاً لا أدري مدى تقبّلكم له ، لو أنّ امرأة قامَت الليل، وصلَّت وتهجَّدَتْ ، وبكتْ في الصلاة ، وصلّتْ صلوات كثيرة ، إلى أن تعِبَتْ ، في الساعة السادسة نعست ، فأوَتْ إلى الفراش ، وأمرتْ أولادها بالذهاب إلى المدرسة ، أحد أولادها في ثيابه خلل ، والثاني وضع ( السندويشة ) بين كتبه فأفسدت كتبه ، والثالث حذاؤه يحتاج إلى تصليح، هؤلاء الثلاثة لما ذهبوا إلى المدرسة وُبّخوا ! لماذا؟ لأنّ الأم كانتْ نائمة ، من أجل صلاتها بالليل !! و لو أنّ أمّاً صلَّتْ الفجر في وقته وهيَّأتْ الطعام لأولادها ، وراقبتْ أحذيتهم وألبستهم ومحافظهم ، وأكلهم ، لو أنّها فعلتْ هكذا لكانت أقرب إلى الله من الأولى ، لأنّها عبدَت ربّها فيما أقامها ، أقامها أُمًّا ، وأوّل عبادةٍ لهذه الأمّ أن تُحسن رعاية زوجها وأولادها .
أيها الإخوة ، هذا التقصير في حقّ الزوج والأولاد تقصيرٌ خطير لأنّ هويّة هذه المرأة أمٌّ وزوجةٌ ، فإذا قصَّرتْ فيما أقامها الله به فقد وقعتْ في مخالفة كبيرة .
وأكثر النساء تهتمّ إحداهن بكتابة وظائف أولادها ، ولا تهتمّ بأداء صلواتهم ، يهمّها الوظائف فتحثهم عليها ، و ما شأن الصلوات ؟ سيّدنا عمر رضي الله عنه حينما طُعِن وغاب عن الوعي ثمّ أفاق ماذا قال ؟ قال : هل صلّى المسلمون الفجر ؟ إذاً الدين أولاً . يدخل الأب إلى البيت مساءً ، يسأل زوجته هل تناول الأولاد الطعام ؟ هل كتبوا الوظائف ؟ ولا يسألها إطلاقًا عن صلاتهم ؟ فهو لا يسأل عن الصلاة ، ولكن عن كتابة الوظائف وتناول الطعام ، فلذلك عدم العناية بالأولاد والزوج ، وإهمال عبادات الأولاد انحرافٌ خطير في تربية الأمّ لأولادها.
وتأخير الصلوات عن وقتها هو مما تقع به معظم النساء المسلمات و هذا أمر خطير حقاً .

طبعًا فيما يتعلّق باللّباس ، فكلّكم يعلم أنّ الثوب المحرّم هو الذي يشفّ ويصف أعضاء الجسد و لون البشرة ، أو يصف حجم العورة ، فأيّ ثوبٍ يكشف أو يحجّم فهذا ثوبٌ محرَّمٌ أن ترتديه المرأة إلا لزوجها ، لأننا نحن نتوهّم أنّ الأخ يجوز ، ولكن الشرع يمنع حتى الأخ أن يرى أخته في ثيابٍ متبذّلة ، فثياب الخدمة المنزلية لما تحت الركبة، و أن يستر الصدر ، وإلى المرفقين ، فهذا مما يمكن أن يرى الأخ أخته به ، أما أكثر من ذلك فلا يحقّ للأخ أن يرى صدرها أو ذراعها بأكمله ، أو ما فوق ركبتها ، فهذا كلّه محرّم ، ولو أنّه أخوها ، فنحن نهمل تنبيه المحارم لآداب الإسلام ، لك أن تنظر إليهنّ ؛ أمّك وأختك وابنتك ، ولكن لا ينبغي أن ترى منهنّ ما يقلّ عن ثياب الخدمة ، وثياب الخدمة معروفة ؛ الصّدر مستور، والثياب لما تحت الركبة ، والكم إلى المرفق ، أما أكثر من ذلك فهذا من حقّ الزوج وحده ، لا من حقّ الأب والأخ .

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلّم الشرب في آنية الذّهب والفضّة والأكل في صحافهما فإنّهما للكفرة في الدنيا ، ولكم في الآخرة إن شاء الله ، العلماء أجازوا الآنية المفضَّضة أي المطليّة بالفضّة ، أما إن كانت من الفضّة الخالصة فهناك تحريم ؛ لأنّ الفضة والذّهب عملةٌ ونقدٌ ، فإذا استخدما في الصّناعة فعطلنا هذين المعدنين عن مهمتهما ، قال لي مرّة شخصٌ : هناك حنفيّة من الذّهب الخالص في بيت أحد المسلمين يساوي ثمنها ثمن بيت ، فإذا الواحد عنده ست حنفيّات ، فإنّ هذا ما يعادل ستّة بيوت ! لو أسكنتَ شابًّا و عروسه في بيت ، واستخدمتَ حنفيّة بيضاء عاديّة كان أولى و أجرك عند الله كبير ، فاستخدام آنية الذهب والفضّة منهيّ عنه أيضًا فاحذر .




يتبع باذن الله


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالرحمن العرباوى

عبدالرحمن العرباوى


ذكر عدد الرسائل : 117
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 15/08/2007

سلسلة محاضرات أخطاء النساء للدكتور محمد راتب النابلسي Empty
مُساهمةموضوع: تابع   سلسلة محاضرات أخطاء النساء للدكتور محمد راتب النابلسي Icon_minitimeالسبت سبتمبر 01, 2007 7:49 am

والان نتابع معكم الجزء الثالث


بسم الله الرحمن الرحيم



أيها الإخوة الكرام :
بدأنا في الدرس الماضي في موضوع بعض المخالفات التي يرتكبها النساء والمتعلّقة بشُؤون حياتهنّ ، وقد بيّنتُ لكم في الدرس الماضي أنّ للمرأة دورًا خطيرًا في الأسرة ، ذلك إذا كانتْ تعرف ربّها ومنهجه ، انعكَسَتْ معرفتها والتِزامها على أسرتها ، واعلموا أن تربية الأولاد من أخطر ما يترتّب على المسلمين ؛ لأنّ قوة الأمّة بهذه الأجيال الصاعدة، فإذا فسدَتْ هلكَتْ الأمّة ، وكلّ ما من شأنه تقوية هذه الأجيال الصاعدة هو ذُخْرٌ للأمّة ومستقبلها ، والأمَل معقود على المرأة، الزوجة ، الأمّ ، فالأمّ مدرسةٌ إذا أعددْتها أعددت شعبا طيّب الأعراق ، والله أيّها الإخوة ولا أُبالغ ، إنّ هناك من النساء المؤمنات الصادقات الملتزمات ، قلامةُ ظفر إحداهنّ تعدل عند الله مئة ألف رجل ، هذا إن كانت هذه المرأة تعرف ربّها ، وتؤدّي حقّها تّجاه زوجها ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لها بعد أن سألته :
انصرفي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته ، يعدل ذلك كله ـ يعني الجهاد في سبيل الله ـ فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر استبشارا .
[ رواه البيهقي ]
والله الذي لا إله إلا هو ، لو أنّ امرأةً قالت : أنا أحملُ دكتوراه من أرقى جامعات العالم، وأحمل البورد من أمريكا ، وأكريجي من فرنسا، و أل frs من إنجلترا ، وكانتْ مهملةً لزوجها وأولادها ، فليس لها عند الله شأن لأنّها لمْ تعبد الله فيما أقامها ، أقامها أُمًّا وزوجةً ، عبادتها الأولى أن تعتني بزوجها وأولادها ، بل إنّ أعلى شهادةٍ تحملها المرأة أولادها ، إذا دفعَتْ للمجتمع أولادًا عقيدتهم سليمة ، وأخلاقهم رصينة ، و عاداتهم طيّبة ، و في قلوبهم شفقةٌ ورحمة ، فهذا أعظم عملٍ تفعله المرأة أن تقدّم للمجتمع عناصر طيّبة ، ولعلّ أحدكم يتعامل في حياته اليوميّة مع أناسٍ في قلوبهم رحمة ، فهذا من أثر تربية أمّهاتهم ، وفي قلوبهم عطْف ، وعندهم إنصاف ، و أثر تربية الأمّ لا حدود له ، ولكن ما قولك في طفلٍ وُجد في الحديقة لقيطاً ، هذا الطّفل اللّقيط بماذا يشعر ؟ بكراهية للمجتمع، وفي قلبه قَسْوةٌ لا حدود لها ناقمٌ على المجتمع ، ما قولك بمجتمعٍ أربعون بالمئة من أولاده لقَطاء ؟ في بعض بلاد الغرب، أربعون بالمئة من عدد الأطفال لقطاء ، هؤلاء حينما يكبرون يتسـلّمون مناصب ، قلوبهم خالية من الرحمة لأنّهم لمْ يَسْتقوها من أُمّهاتهم ، فالرحمة أيها الإخوة يستقّيها الطّفل الرضيع مع حليب أمّه ، أنا لا أقول أسرة غنية ، ولكن أُسرة متماسكة ، فقد تسكن في غرفة ، وقد يأكلون أخشن الطعام ، ولكنها أُسرة متماسكة وفيما بين أفرادها حبّ ، و الزوج وفيّ ، والزوجة مخلصة ، والأولاد نشؤوا على محبّة والديهم ، بينهم وُدّ وإخلاص ، فأوّل ثمرة يقطفها الزوج من وفاقه مع زوجته ، وأوّل ثمرة تقطفها الزوجة من وفاقها مع زوجها أولاد أصحّاء نفسيًّا .
إخواننا المعلّمون حينما يرَوْن طفلاً شاذًّا ، لو تتبّعوا حياته الخاصّة لوجدوا أنّ أمه مُطلّقة مثلاً، أو بين أمّه وأبيه خلافات لا تنتهي ، فلذلك تماسك الأسرة أساس في سلامة صحة أولادهم النفسية قد تسكن أُسرة في بيت متواضع جدًّا ، وقد يكون دخلها قليل جدًّا ، ومع ذلك فهذه الأسرة متماسكة ، وهناك حبّ ، و كلام السيّد المسيح رائع : ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان، السعادة لا تأتي من بيت ولا من دخْل ، ولا من جمال ، ولا من مكانة، ولكنّها تأتي من اتّصال بالله عز وجل،
ونحن عندنا قانون يغفل عنه الناس ، ذلك أنّ آيات القرآن الكريم لها معنى سياقي ، ومعنى سباقي ، ومعنى لِحاق ، أما لو نزعْتَ هذه الآية من مكانها لكان لها معنًى مستقلّ ، فهي وحدها منهج
في سورة الطلاق مثلاً قوله تعالى: ( من يتق الله يجعل له مخرجا ) ( 2 ) سورة الطلاق .
فمعناها السياقي من يتّقِ الله في تطليق زوجته وفق السنّة طلّقها طلقةً واحدة ، في طُهرٍ ما مسّها فيه ، يجعل الله له مخرجًا إلى إرجاعها ، لو أنّه أخطأ بإمكانه أن يسترجعها بكلمة، حتى لو مضَت عِدّتها ولم يسترجعها بإمكانه أن يُرجعها بِعَقدٍ جديد ، أما حينما يطلّق امرأته تطليقًا بدْعِيًّا ثلاث طلقات دفعة واحدة ، و لم يتّق الله في تطليق زوجته ، فلمّا لم يتّق الله في تطليق زوجته لم يجعل الله له مخرجًا إلى إرجاعها ، هذا المعنى السياقي .
أما لو نزعْتَ الآية من مكانها ، الآية تصبحُ منهجاً ، فمن يتّق الله في كسب ماله يجعل الله له مخرجًا من إتلاف المال ، ومن يتّق الله في تربية أولاده يجعل الله له مخرجًا من عقوق الأولاد، من يتق الله في اختيار زوجته يجعل الله له مخرجًا من الشّقاء الزوجي ، من يتق الله في بر الوالدين يجعل الله له مخرجًا من عقوق الأولاد ، فهذه الآية يُكتب عليها مجلّدات ، في سياقها لها معنى ، وحينما تنزع من سياقها لها معنى آخر .
وقوله تعالى ( ونسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة ) سورة المائدة .
هذا الحديث عن أهل الكتاب ، أي لم يُطيعوا الله عز وجل ، كأنّ هذه الآية تُشير إلى قانون العداوة والبغضاء ، متى نتعادى ؟ و متى يبغض بعضنا بعضًا ؟ متى تنشبُ الخلافات فيما بيـننا ؟ متى نصبح ممزّقين ؟ حينما نخالف جميعًا منهج الله تعالى ، هذا قانون ، وهذا على مستوى زوجين وأخوين ، وعلى مستوي شريكين ، وعلى مستوى جارين ، حينما يقصّر أحدهما في طاعة الله ينشأ بينهما عداوةٌ وبغضاء لا حدود لها ، إذا نظرْت إلى مجتمعٍ شاردٍ عن الله عز وجل ، شيءٌ عجيب ، في الأسرة الواحدة خلافات ، في المدينة الواحدة ، في البلد الواحد ، وفي القرية ، الناس ممزّقون ، قال تعالى : ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين ) سورة الأنفال .

إذًا أيها الإخوة الكرام:
المرأة حينما تصلحُ تصْلُح كلّ أسرتها ، وأنا من خلال دعوتي المتواضعة إلى الله تعالى عندي عشرات الإخوة الأكارم ، بل مئات ، سببُ هدايتهم زوجاتُهم ، فمن آيات الله الدالة على عظمته هذه الزوجة، قال تعالى :
( ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر ) سورة فصلت
( ومن اياته خلق السماوات والأرض ) سورة الشورى
( ومن اياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون ) سورة الروم .

المشكلة أنّ المرأة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام كانت في مستوى زوجها ، زوجٌ يريد أن يخرج إلى عمله ، تستوقفهُ زوجته وتقول : يا فلان اتّق الله فينا ، نصبرُ على الجوع، ولا نصبر على الحرام ، نحن بك إن اسْتَقَمْتَ اسْتقَمْنا ، وإن اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنا ، لسان حال المرأة المعاصرة تضغط على زوجها ، غيّر الطّقم ، وسِّعْ البيت ، واشتر لنا كذا وكذا ، فالضّغط اليومي لا يُحتمل فإذا بالزوج دون أن يشعر يتجرّأ على أخذ المال الحرام ، و يمدّ يده إلى الحرام ، ضغطَتْ عليه حتى أوقعته في الحرام ، لذلك حينما قال الله عز وجل : ( يا أيها الذين امنوا ان من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم ) سورة التغابن
قال بعض العلماء : هذه عداوَة مآل ، وليسَت عداوَة حال ، هو يحبّها وتحبّه ولكن حينما يتردى في النار يوم القيامة يرى أنّ سبب تردّيه في النار زوجته ، عندئذ يراها عدوّةً له ، عداوة مآل ، هي زوجته وهو يحبّها ، ولكن حينما ضغطَتْ عليه حتى حملتْهُ على معصيَة رأى أن سبب هلاكه زوجته .





يتبع باذن الله في حلقة قادمة

كونوا معنا


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالرحمن العرباوى

عبدالرحمن العرباوى


ذكر عدد الرسائل : 117
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 15/08/2007

سلسلة محاضرات أخطاء النساء للدكتور محمد راتب النابلسي Empty
مُساهمةموضوع: تابع   سلسلة محاضرات أخطاء النساء للدكتور محمد راتب النابلسي Icon_minitimeالسبت سبتمبر 01, 2007 7:50 am

نتابع الجزء الرابع



يا أيها الإخوة :
قضيّة تعليم المرأة وتفقيهها ، وحثّها على طلب العلم ، ومعرفة الله عز وجل شيء أساسيّ جدًّا في حياة المسلمين ، مرَّةً قلتُ لشاب على وشك الزواج ، و قد قال لي : انْصحني ؟ فقلتُ له والله النصيحة ثمنها غالٍ جدًّا ، وتحتاج إلى جهد كبير ، قال نعطيك ، فقلتُ له : لن تسْعَدَ بِزَوجتك - تفاجأ ! - إلا إذا عرّفتها بالله تعالى ، وعرّفتها بمنهج الله، وعرّفتها بحقّ الزوج ، وسعدتْ بمعرفة الله تعالى ، واتّصلَت به ، وذاقَتْ طعم القرب منه، عندئذٍ تُسعدك ، تُسعدك إذا سعِدَتْ بالله تعالى، أما إن لم تسعد بالله أنّى لها أن تسعدك ، بل تُشقيك ، العوام يقول في قضيّة "النَّقْ" ـ يعني المناقرة بين الزوجين ـ ! كلّ يوم ، وكلّ يوم، شيءٌ لا يُحتمل ، فمرّةً اتّفق أحدهم مع زوجته ، وقال لها : يوم نعم ويوم لا ، أريحيني يومًا فقط ، فوافقَتْ ، فأصبحَت تقول له في اليوم الذي ما فيه : غدًا "النَّق" !!
بيوت المسلمين حينما تقوم على هذا الضّغط تغدو قطعة شقاء ، صدّقوني أيّها الإخوة ولا أبالغ، مرّةً دخلتُ بيتًا في سفح جبل قاسيون، والبيت متواضع جدًّا ، و أرضه ليست مبلطة ، الأثاث بساط فقط ، لا أعرف بماذا شعرتُ ؟ شعرتُ أنّ هذا البيت قطعة من الجنّة، يبدو أنّ هناك وفاق ووُدّ ، ونظافة ، ومحبّة ، فبيتٌ صغير مع المحبّة يصبح جنّة ، أنا أدعوكم إلى العناية بِبُيوتكم ، لأنّ الرجل يعاني متاعب خارج البيت ، والبيت سكَن له ، فإذا وجد ضغطًا بالعمل ، ومشاكل لِكَسب المال ، وعليه دفع ، ولا يوجد قبض ، وعليه ديون ، هذه كلّها هموم، المفروض أن يأتي الإنسان إلى بيته لِيَستريح .
أيها الإخوة :
فالمرأة لها دورٌ خطير جدًّا في تربية الأولاد ، المرأة الجاهلة ماذا تقول لزوجها ؟ فلو كانت عقيماً لا تنْجب ، والزوج أراد الولد ، فرغِبَ أن يتزوَّج امرأةً ثانية كي تنجب له أولادًا ، تقول له الأولى ؛ إما أن تطلّقني وإما أن تبقى من دون زوجة ثانية ، هذه فيها قليل من الدِّين ، و لكن قد تقول له امرأة أخرى : اذْهب وازن ولا تتزوّج !! إلى هذه الدرجة ، وهذه كلمات تقولها النساء الجاهلات .
من أخطاء النساء المسلمات عدم العناية بتربية أولادهنّ ، لا تنتبه لنفسها تخرج أثناء غيبة زوجها من البيت ، ويأتي زوجها وعلى مسْمعٍ من ابنتها تقول له إن سألها : لم أذهب إلى أيّ مكان ! فالبنت ترى أن أمّها تكذب على أبيها ، و الطّفل يتشرَّب الكذب من أمّه وأبيه ، والنبي علّمنا ، إذ كان مرة عليه الصلاة والسلام في بيت أحد أصحابه ، فقالت الأمّ لابنها : تعال ، هاكَ ، تعال خُذ ، وبيدها شيء ، فقال عليه الصلاة والسلام : ماذا أردت أن تُعطيه ؟ قالت : تمرة ، فقال عليه الصلاة والسلام : أما إنّك لو لمْ تفعلي لعُدَّتْ عليك كِذبة.
ذات مرّة حدّثني أخ ، و تألّمتُ أشدّ الألم لحَال المسلمين ، قال لي : والدتي من بلاد أمريكا الشماليّة ، وكانت مع ابنها ، أعطتْهُ سكّرة فأكلها ، وطلبتْ منه أن يرمي غلاف السكّرة في حاوية تبعد ثلاث مئة متر ! فالنظافة تحتاج إلى تربية ، وكذا الصّدق والأمانة والحياء ، كلّ هذا يحتاج إلى أمّ منتبهة ، فإذا الأمّ كان همّها الزيارات واللّقاءات ، والحديث الفارغ ، وأولادها في الطرقات فهؤلاء أولاد أيتام ، نحن نفهم اليُتم من لا أب ولا أم له ، ولكن اليتيم من يجد أمًّا تخلّت ، أو أبًا مشغولاً ، هذا هو اليتيم الحقيقيّ .
من أخطاء الزوجات طلب الطلاق من غير بأس ، وأيّما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس لم ترح رائحة الجنّة ، أنا أقول لكم هذه الكلمة الدقيقة ، الزواج نعمة ، فهناك زوج يكفرُ نعمة الزواج ، لأتْفه سبب يقسو على زوجته ، لأتفه سبب يُرسلها إلى بيت أهلها، مثل هذا الزوج يكفرُ نعمة الزواج وهناك زوجة لأتفه سبب تقول : طلِّقني ! أنا لستُ مبسوطة عندك ، وهناك امرأة تتمنّى زوجًا و لو كان دونها بكثير، مرَّةً وقع تحت يدي كتاب مؤلّفته أديبة من أديبات مصر ، الكتاب فيه عشرون أو ثلاثون قصّة ، لنِساء تفوَّقْن في الدراسة ، وفاتهنّ قطار الزواج ، فَعِشْنَ آلامًا لا تنتهي ، ذلك أنّ توجيه البيت كان غير مهتمّ بالزواج ، و يهتم بالدراسة فقط !! نحن مع العلم ، ولكن حينما يأتي من نرضى دينه وخُلقه ، فيجب أن نزوّجه والأصل الزواج ، فحينما تهملُ شأن زواجها ، وتسعى إلى نيل مرتبة عالية جدًّا، ثمّ تكتشف أنّ كيان المرأة بِزَواجها ، وفي تربية أولادها ، وفاتها قطار الزواج ، وكانت تحتقر الزواج ، وتردّ على الخاطبين بكلمات قاسية ، وهي مُعتدّة بدِراستها و بمكانتها الاجتماعيّة فهذه بعد حينٍ تعضّ على أصابعها ندمًا ، لذا يجب أن نوجّه البنات إلى أنّ خيرَ ما يضمن مستقبل المرأة أن يتزوّجها شابّ مؤمن ، وإلا فإن العزوف عن الزواج بدعةٌ من بدَع المجتمع الإسلاميّ ، كِبْر واستعلاء ورغبة بالتفوّق ، وعزوف عن الزواج ، ولكن حينما تكتشف هذه المرأة أن كيانها و مستقبلها بِزَوجها وأولادها تندم و لات ساعة مندم ، بل إنّ النبي عليه الصلاة والسلام سئل : من أعظم الناس حقًّا على المرأة ؟ قال : زوجها ، قال فمن أعظم النّاس حقّا على الرجل ؟ قال: أمّه ، فأعظم امرأة في حياة الإنسان أمّك وأعظم إنسان في حياة امرأة : زوجها .
هناك خطأ من أخطاء الزوجات ، وهو أنّه لا سِرَّ بينها وبين زوجها كلّ ما بينها وبين زوجها تعرفه أمها و أختها وخالتها وعمّتها ، هذا الزوج مفضوحٌ دائمًا ، أيّ شيء يفعله تشيعه عنه ، تأتي أختها فتعطيها قائمة ، هكذا فعل وكذا وكذا ... النبي عليه الصلاة والسلام مدَح المرأة المسلمة وقال : إنّها سِتِّيرة ، والمرأة غير المسلمة الفاسقة تجدها فضّاحة ، أجل : المسلمة ستِّيرة والله مرّة كان إنسان سويًّا فأصبح له لوثة في عقله ، هذا أصبح وضعه بالبـيت خطير ، و له زوجة دون العشرين ، وبقي بهذه الحال أكثر من سنتين، المفاجأة التي فوجئتُ بها أنّ أهلها لا يعلمون شيئًا ، فزوجها أصبح بالبيت مخيفًا ، فحِفاظًا على سمعته ومكانته ، لم تَبُح بهذا لأحد ، والله هناك نساء على مستوى عالٍ من الحكمة ، لكن أخريات يطلبن الطلاق من غير بأسٍ فهذه نقيصة للمرأة ، لأنّها بهذا تكفر نعمة الزوج ، ونشْرُ ما يدور بين الزوجين من أحاديث وخلافات وأسرار طبعاً نقيصة كبيرة ، أما الشيء الذي لا يقبل هو ما يجري بينها وبين زوجها في المعاشرة الزوجية ، وكأنّ شيطانًا قاربَ شيطانةً على عرض الطريق ، هذه التي تفشي سرّ ما بينها وبين زوجها في العلاقة الحميمة ، فيبدو للآخرين كأنّ زوجها يقاربها على قارعة الطريق ، وقد نبّه النبي عليه الصلاة والسلام على عظم هذه المخالفة .
و من المخالفات أيضًا صيام التطوّع من دون إذْن الزوج ، فهذه مخالفة تقع بها بعض النساء في شأن العبادات ، يقول عليه الصلاة والسلام : لا يحِلّ لامرأة أن تصوم وزوجها شاهدٌ إلا بإذنه .
فهذا يتعلق بصيام النّفل وليس الفرض ، لأنّ في الفرض لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
أيها الإخوة التساهل في اختيار الزوج للفتيات من غير المؤمنين الصادقين هي مشكلة كبيرة ، يروون أنّ إنساناً جاءَهُ خاطب لابنته ، قال له الأب : يا ابني هل عندك بيت ؟ قال له : نعم ، فقال الأب : أريد أوراقه ، أبٌ فطِن للدنيا ، فأعطاه أوراق البيت ، فقال الأب : ماذا تشتغل ؟ قال : عندي معمل ، فقال الأب : أريد سجلّه الصناعي فأتى به، ثم قال : هل عندك سيارة ؟ قال: نعم ، فقال : أريد أوراقها ، ما ترك قضيّة إلا و تأكّد منها ، فوافق الأب ، وأصبح الشاب خاطبًا لابنته ، وصار هذا الرجل يدخل بيته ، ومرّة زاره بمحله التّجاري ، وقال للحاضرين هذا صهري ، فأحد الجلوس اندهشَ ! لماذا ؟ لأنّ ذاك الشاب لم يكن مسلمًا !!! فلما بحث معه الموضوع قال : لقد سألتني عن كلّ شيء إلا عن ديني !! قد تكون القصّة مبالغ بها لكنها تحمل العبرة الكاملة .
مرّةً كنت أمشي ببعض الأسواق ، فدعاني أحدهم لدخول متجره ، و استشارني في قضيّة ، قال لي : هناك شابّ خطب ابنتي ، وهو جيّد ، شكله مقبول ، وله معمل ، ووضعه المادّي جيّد جدًّا ، ولكن دينه رقيق فماذا أعمل ؟ فقلتُ له : أنت تقرأ القرآن ؟ فقال: نعم ، فقلتُ له : إذا انتهيت من التلاوة ماذا تقول ؟ قال : أقول صدق الله العظيم ، فقلتُ له: يقول الله عز وجل:
( ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو اعجبكم )[ سورة البقرة ]
و انتهت الزيارة و غادرت .
ثمّ بلغني أنّه زوّجه ابنته ، وبعد سبعة عشرة يومًا طُلِّقَتْ ! هل نطمعُ بإنسانٍ دُنياه عريضة ودينه رقيق ! هذه مشكلة كبيرة جدًّا ، وهذا توجيه النبي عليه الصلاة والسلام فاسمعوه فعن أبي هُرَيرَةَ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّم:
"إذا خطبَ إليكُمْ من ترضونَ دينهُ وخلقهُ، فزوِّجوهُ. إلاَّ تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ .
[ رواه الترمذي ]
لأنّ الشاب المؤمن يغنيه الله ، أما الشاب الفاسق فمآله إلى الدمار.

وهذا الموضوع مهمّ سنُتابع الحديث عنه في الدرس القادم



والحمد لله رب العالمين



يتبع باذن الله تعالى

والسلام عليكم ورحمة الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالرحمن العرباوى

عبدالرحمن العرباوى


ذكر عدد الرسائل : 117
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 15/08/2007

سلسلة محاضرات أخطاء النساء للدكتور محمد راتب النابلسي Empty
مُساهمةموضوع: تابع   سلسلة محاضرات أخطاء النساء للدكتور محمد راتب النابلسي Icon_minitimeالسبت سبتمبر 01, 2007 7:52 am

نتابع معكم الجزء الخامس

بسم الله الرحمن الرحيم


أيها الإخوة الكرام ، بما أنّ هذا التشريع الإسلامي من عند الله تعالى، إذاً أيّ نهي في هذا التشريع ينبغي من خلاله أن تلاحظ أنّ هناك مشكلاتٍ كبيرة جداً لا تعدّ ولا تُحصى تنتجُ عن عدم تطبيق هذا المنهج ، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول :
" ما خلا رجلٌ بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ."
[ رواه مسلم ]
لو أجريْتَ إحصاءً لكلّ حالات الزنا في مجتمعٍ ما ، لفوجِئْت أنّ تسعين بالمائة ممَّن وقعَ في الزنا ، من الرجال أو النساء ، لم يكن يخطر في بالهم أن يزنوا ، ولكنّ الخلوة جرَّتْ إلى الزنا، فنحن حينما نأخذ كلام رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، بأنّه حق من الله تعالى ، وأنّ هذا الذي أنزل التشريع هو الإله الخبير ، الخبير بهذه النفوس ، عندئذٍ نطبّق أمر الله عز وجل، أحيانًا ولا أُبالغ أيّها الإخوة ، أنه في الأسبوع الواحد تأتيني مشكلات عدة ، وكل مشكلة بِشَكلٍ صارخٍ نشأتْ من مخالفة منهج الله ، لأنّ صاحب المشكلة لم يعبأ بما نهى عنه النبي ، ووقع فيه ، وكلّ طرفٍ يتمنّى ألا تقع ، وقد يُسحق حينما تقع ، قد يُسحق نفسيًّا ، وقد يفكّر أن ينتحر من شدّة الضّغط النفسي ، كيف وقعت منه ؟ وقعت منه لأنّه لم يأخذ بِتَوجيهات النبي عليه الصلاة والسلام .
أيها الإخوة ، عوِّدوا أنفسكم أنّ كلّ مشكلةٍ تظهر أمامكم أرجعوها إلى مخالفة منهج الله ، لو طبّقنا كلام الله عز وجل ، وطبقنا سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، لا يمكن أن تقع مشكلة ، وفي هذا المسجد المتواضع خلال دعوة تقترب من رُبع قرن ، مئات بل عشرات المئات من الحالات التي وقعَتْ ودمَّرتْ الأُسَر وقعت بِسَبب مخالفة منهج الله ، قال : أرأيت الحمو ؟ قال عليه الصلاة والسلام : الحموُ الموت ، فإذا كان هناك اختلاط ، وتكشفّ عورات فالمشكلات حينها تتفجّر في البيوت، والإنسان حريص على أن لا يقع في مشاكل ، لا أستطيع أن أُفصـّل كثيرًا لكن فهمكم يكفي ، ما من مشكلة تسحقُ الأسرة ، وتدمّره ، لو أنك أرجعتها إلى أسبابها لوجدْتها لعدم تطبيق منهج الله عز وجل .
مرَّةً حدّثني أخٌ يرتاد هذا المسجد ، قال لي : أنا ارتكبتُ خطأً كبيرًا جداً بحقّ زوجتي ، زوجتهُ تشتري من بائع ، بِشَكل غير مقصود قالَتْ له : راعنا نحن جيرانك ، لماذا قلبك قاسٍ علينا ؟ فالله ماذا قال ؟
( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا )
[ سورة الأحزاب ]
هذا البائع فهِمَ شيئًا آخر ! سألها عن مكان البيت ، وبعد قليل طرق الباب فلمّا فتِحَ الباب وضعَ رجله في الباب ، الزوجة لم تقْصِد إطلاقًا أن يأتيَها هذا البائع للبيت ، ولكن من أجل أنّها ألانتْ له القول ، وخضَعَتْ له بالقول فطَمِعَ الذي في قلبه مرض .
هي ترتدي ثيابها الكاملة ، اسْتنجدَتْ بأولادها ، اذهبوا إلى أبيكم ، وقولوا له : في بيتنا رجل، ومحـــلّ زوجها قريب من البيت ذهب أحد أولادها وأخبر أباه ، فالزوج أخذه الانفعال فأغلق الباب ، وقفله وجاء بالشرطة ، وكانتْ الفضيحة ، وطلّق امرأته ودمَّر أولاده ، كلّ هذا من أجل قولها : لماذا قلبك قاسٍ علينا ؟ راعنا فنحن جيرانك ، أرأيتم إلى الجهل ؟
إنسان آخر اكتشف أنّ هناك خيانة في بيته ، السّبب هو جاره ، كيف عرف جاره زوجته كان جالسًا مع جاره ، فقال لها زوجها : تعالي اقْعُدي معنا فهذا مثل أخيك !
ما من مشكلة تدمّر البيت ، وتفجع الإنسان إلا بسبب مخالفة لمنهج الله تعالى ، والذي له نفَس طويل ، وقوّة تحليل ، وإدراك علمي ، ونظرة واقعيّة ، يتأمّل أسباب كلّ مشكلة ، فمثلاً إنسان جاره نجّار ، وعنده غرف نوم ، رأى غرفة لطيفة ، قال له : هذه أُريدها ، فقال له : نعم ، سوف أحمّلها لك إلى بيتك ، والقصّة قديمة ، فأعطاه عشرة آلاف ليرة ، ثمّ بعدها عشرة آلاف، وبقي يُعطيه حتى وجد أنّه أعطاه الكثير ، فلمّا سأله عن سعرها ، وجد أنّ سعرها ضعف ما أعطاه !! لِمَ لمْ تسألهُ عن سعرها من البداية ؟ ماذا قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلّم : الجهالة تفضي إلى المنازعة . الآن ائْتني بمليون مشكلة تجاريّة أقول لك : إنّ تسعين بالمائة من هذه المشاكل سببها الجهالة ، لا يوجد اتّفاق واضح ، كم أدفع ؟ يقول لك : لا يوجد فرق جيبي وجيبك واحد !! ثمّ بعدها يتنازعان ، البضاعة متى تأتي ؟ يقول لك : اتْركها على التيسير ، كلّ هذا الكلام الضبابي يفجِّر مشكلات ، فإذا أردْت ألا تدخل قصر العدل أبدًا، وألا تفقد مالك ، وتدخل في خصومات مع الناس ، وتريد أن تنام مرتاح البال وضِّح كلّ شيء .
أحيانا يفاجأ الإنسان أنّ كلامًا يقال على زوجته ، والعياذ بالله تعالى، وزوجته طاهرةٌ بريئة يكون سافر وكلّف ابن حماه يعني أخاها أن يتفقَّد البيت ، وما عرف الجيران أنّه مسافر ، وكلّف أخا زوجته أن يأتي إلى البيت ويتفقد أحوالهم ، فالجيران عندما يلاحظون دخول شخص إلى بيت جارهم ، ولا يعرفون أنه أخو زوجته ، ثم جاء في اليوم التالي ومكث ساعة في البيت ثمّ خرج منه ، من حقّهم أن يظنّوا ظنّ السوء ، فأنا كلّما سمعتُ قصّة أجد في نفسي رغبة لمعرفة السبب ، والسبب هو مخالفة شرعيّة .
التقيت مرّة بمدير سُجون القطر ، فقدّم لي كتاباً ألّفه هو عن ثلاث وستّين جريمة ، أجمل ما في الكتاب ، في نهاية كلّ جريمة يكتب : المخالفة الشرعيّة هي التي أدّت إلى هذه الجريمة بعض هذه المخالفات تبرّج زائد ، خروج فتاة في ريعان الشباب زوجة شابة تخرج إلى الشرفة بثياب النوم دون أن تنتبه أنّ حولها رجالاً ، فكان من أحد الرّجال أن دخل عليها عُنْوةً واغتصبها وطلّقها زوجها فورًا في اليوم التالي ، السبب هو جهلها ، تريد أن تقف على الشّرفة بثياب غير لائقة ، فكان من أحدهم أن كانت شهوته عاليَة جدًّا فصار أعمى ، واقْتحَمَ البـيت وفعل ما فعل ، ولمّا علِمَ الزوج طلّق امرأته فورًا ، قرأتُ هذا الكتاب في ليلةٍ واحدة ، أكثر شيء لفت نظري أنّ كلّ جريمة وراءها معصيَة واضحةٌ لمنهج الله عز وجل .
لكن أُحبّ أن ألفتْ نظركم إلى إحدى هذه الجرائم : أم تحملُ طفلاً مريضاً ، وهي تكاد تذوب من الألَم ، رأتْها امرأةٌ فقالتْ : أنا طبيبة ما القصّة ؟ قالت لها : لربما أصابه التهاب سحايا أو ربو ، ثم قالت لها تعالي معي ، فأركبتْها معها في السيارة ، وأخذتْها إلى مستشفى خاصّ ، قالت : أنا طبيبة في هذا المستشفى ، اذهبي وائتني بهذا الدواء فورًا ، ذهبتْ أمّه لِتشتري الدوام ، ولمّا رجعت لم تجدْ طفلها ولا تلك المرأة !! والطفل بيع في لبنان بعشرة آلاف ليرة ، فعلتْ هذا مرّتين أو ثلاثة ، ثمّ قبِضَ عليها ، وهي مسجونة بعدرا .
انتبهوا أيّها الإخوة ، البلد فيها أشكال وألوان من الجرائم والمآسي ، فكلّما قرأت عن جريمة، وجدت هناك مواقف شيطانية سيّئة جدًّا ، ويجب أن تنتبه ، على كلٍّ دقِّقوا في هذا الحديث الشريف :
" المؤمن كيس فطن حذر."
[ رواه القضاعي]
أردتُ أن تكون هذه مقدّمة ، ما من مشكلة تواجه المجتمع ، وتسحق الأُسرة وتنهدّ لها النفوس، إلا بسبب مخالفةٍ لأمر الله أو أمر النبي عليه الصلاة والسلام .



يتبع باذن الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالرحمن العرباوى

عبدالرحمن العرباوى


ذكر عدد الرسائل : 117
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 15/08/2007

سلسلة محاضرات أخطاء النساء للدكتور محمد راتب النابلسي Empty
مُساهمةموضوع: تابع   سلسلة محاضرات أخطاء النساء للدكتور محمد راتب النابلسي Icon_minitimeالسبت سبتمبر 01, 2007 7:54 am

نتابع معكم الجزء السادس

بسم الله الرحمن الرحيم



عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"أيما امرأة استعطرت، فخرجت، فمرت على قوم فيجدوا ريحها، فهي زانية ."
[ رواه الحاكم ]
كم امرأة في الطريق تتعطَّر ؟ وعِطرها صارخ ، ونفّاذ ، هكذا قال النبي الكريم :
"أيما امرأة استعطرت، فخرجت، فمرت على قوم فيجدوا ريحها، فهي زانية ."
[ رواه الحاكم ]
هذه مخالفة كبيرة جدًّا تقع بها نساء المسلمين .
كم جريمة وقعتْ في هذه البلدة بسبب رُكوب امرأة وحدها في وقت غير مناسب مع سائق عمومي ، بالسنة الواحدة تقع بضع عشرات الجرائم ، سائق معه امرأة شابّة ؛ يمكن أن يسرع، ويضلّلها حتى يبتعد بها إلى مكان معزول ، فهذه مشكلة كبيرة جدًّا ، فلذلك ركوب المرأة مع السائق الأجنبي ، والخلوة معه ، وعدم التحجّب عنه ، وكأنّه من محارمها ، فعن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم :
" لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها."
[مُتَّفَقٌ عَلَيه]

كم امرأة وقعَت في مَطَبّ كبير ، خلعَتْ ثيابها في مكان لا ينبغي لها أن تخلعها فيه ، الْتُقِطَت لها صورة ، وهُدِّدَت بهذه الصورة ، وابتزَّها صاحب الصورة إلى أن وقعَت في حبائله .
والله قصص كثيرة جدًّا انتهَت بالطلاق ، أحدهم اشترى آلة تصوير فيديو ، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول :
" طوبى لِمَن وسِعَته السنّة ، ولم تسْتهوه البدعة . "
استخدَمَ هذه الآلة لتصويرهما في علاقته مع امرأته ، وهي علاقة مشروعة ، طبعًا شيء مخزٍ جداً أن يظهر هذا الفيلم خارج بيت الزوجيّة، ثم إن الزوج استأجر فيلمين أو ثلاثة من محلّ ، وبالخطأ وضعَ هذا الفيلم في غلاف فيلم مستأجر ولمّا رجّع الأشرطة لصاحبها ، أثناء فحص صاحب المحل أشرطته وجد هذا الفيلم ، تأمّله فوجده جديداً في محلّه ، فأخذ يؤجّره إلى أن وصل هذا الفيلم إلى أخ الزوج ! وافتضح أمر هذين الزوجين واضطرّ أن يبيع بيته ثم انتقل إلى حمص ، هذه مشكلة كبيرة جدًّا ، طوبى لِمَن وسِعَته السنّة ، ولم تسْتهوه البدعة ، يبقى المؤمن في راحة ، وحرز حريز ، وفي حصن حصين ، ورافع الرأس دائمًا ، عندما يكون مطبِّقًا للسنّة ، لا يخشى لومة لائم ، لا يوجد من يهدِّده ، ولا أحد يبْتزّ منه المال ، ولا من يعرض صورته على الملأ .
والله كنت بعُمرة من سنَتَين تقريباً ، وجدتُ بالفندق قصة مكتوبة ، يقولون فيها : اقرأها وأرجعها غدًا ، فلمّا أخذتُها وقرأتها ، تأثَّرتُ لها تأثُّرًا بليغاً ، فتاة بمصر ، من عائلة راقيّة ، الأب مدرس والبيت إسلامي، جاءَ اتّصال هاتفي طائش ، طبعًا بانزعاج شديد أغلقَتْ سمّاعة الهاتف ، أُعيد الاتّصال مرّتين أو ثلاثاً ثمّ جاء شابّ انتظرها أمام البيت، وهي في طريقها إلى المدرسة ، أسمعها كلمات حلوة ، ويبدو أنّه خبير ، وتحمّل صدودًا كثيرة منها ، وهو مُصِرّ ، إلى أن لانَتْ له ، بعد أن لانتْ له اسْتدرجها إلى بيت ، وقضى حاجته وصوّرها، فصار يؤجّرها ، ثمّ هذه الصُّوَر وصَلت إلى أهلها ، هربَتْ من بيت أهلها والنتيجة أنّها في ساعة من ساعات الحقد قتلتهُ وهي الآن في سجن القاهرة ، وكتبتْ هذه القصّة التي أساسها نظرة فابتسامة فسلام فموعد ولقاء ، كما قال الشاعر.
أنا أتمنّى من الآباء والأمّهات توجيه بناتهنّ ، معاذ الله أن تقع هذه المشكلة في بيت مؤمن لكن الوعي ضروري جدًّا ، فالإنسان المؤمن يضبط بناته ، ويعرّفهنّ بحقائق الرّجال ، هناك رجال وُحوش ، وذئاب ، من كلمة من نظرة يسقط الإنسان ، أحيانًا يكون البيت بحاجة إلى ساتر أمام الشّرفة فاجعل هذا الساتر حائلاً ويساعد في ضبط البيت ، أنا أتمنّى على كل إنسان الاعتناء عناية بالغة جدًّا ببناته وأولاده ، حتى ينام قرير العين .
كثرة الخروج من البيت والذهاب إلى الأسواق أمر لا يليق بالمرأة المسلمة، والله تعالى يقول:
( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )
[ سورة الأحزاب ]
فالمرأة مكانها الطبيعي في البيت ، أما كلما سألتَ عنها يقولون لك : في الطريق ، في السوق، عند صديقاتها ، فمثل هذه المرأة لا ترضي الله عز وجل لقول الله تعالى :
( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )
[ سورة الأحزاب ]

طبعًا هناك من يقول : هذه الآية لنِساء النبي عليه الصلاة والسلام : نقول له نحن إذا كان نساء النبي قد أُمِرْنَ أن يقررْن في البيوت ، فنساء المؤمنين من باب أولى ، إذا قلت للمجتهد اُدرس، فللمقصّر ينبغي أن تقول له ادرس ألف مرّة .

ومن البلاء أيضاً ، ويندرج تحت المخالفات الشرعية :
الاختلاط بالرّجال الأجانب من أقارب المرأة أو أقارب الزوج ، أو غيرهم ، والتساهل بالمزاح معهم ومُصافحتهم ، وإظهار الزينة أمامهم ، وعدم التستّر عندهم ، وقد ثبت في الصحيحين عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال:
"إياكم والدخول على النساء" قيل: يا رسول اللّه أفرأيت الحمو؟ قال: "الحمو الموت".
[ متفق عليه ]
لأنّ هذه إنسانة ممكن أن تتكلّم معها وتتكلم معك ، وتبتسم بِوَجهها وتبتسم لك ، وتمزح معها وتمزح معك ، فهناك إذاً كلام ، واختلاط ، ثم تكون الكارثة .

أيضًا قضيّة ذهاب المرأة إلى الطبيب ، يجب أن تختار طبيباً مسلماً ورِعاً يغضّ بصره ، لأنّ هناك أطباء لا يعبئون بهذه القيود ، وهناك نساء لا يتستَّرن كما ينبغي أمام الطبيب ، فقد صارت خلوة ، ولا سيما طبيب الأسنان ، بكامل زينتها ، والطبيب شابّ وهي شابّة ، وهناك قُرب شديد بينهما ، فهذا أيضًا أحد أسباب الفساد الذي يُصيب نساء المسلمين .
سَفَرَ المرأة من دون محرم ، سواءٌ بالسيارة أو بالطائرة ، لأنّ النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
" لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم ."
[ رواه أحمد]
قرأتُ مرَّةً قصّة ؛ شخص مقيم ببلد خليجي ، وهو أصله من مصر ، فذهب إلى مصر وخطب فتاة ، واعتمد عليها ، وعقد العقْد ، وغدت تستعِدّ للعرْس وشراء الحاجات ، فبعد أن أصبحَت جاهزة أرسل لها تلكس أنّني أنتظرك يوم كذا ، كي تأتي وحدها ، فجاء الجواب أنّ موعد إقلاع الطائرة يوم كذا والساعة الفلانية ، أكون في مطار ( أبو ظبي ) ، هذا التلكس جاء إلى مكتب المدير ، يبدو أنّ بعض الموظّفين أعجبه هذا التلكس ، ذهب إلى هناك ، وقال: لقد أرسلني زوجك كي أستقبلك ، وهو مشغول ، فأخذها وفعل بها الأفاعيل .
كلّ هذا لأنّها سافرت وحدها ، والسفر خلوة ، وأنا أقول لكم بشكل أكيد، بِحُكم بعض ما يُرفع إليّ من قضايا ، خلال فترة الدعوة ، ما من نهيٍ نبوي إلا وله في ذهني أربع أو خمس قصص يشيبُ لِهَولها الوِلدان، بسبب مخالفة النصّ ، النبي عليه الصلاة والسلام يقول :
"لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم ."
[ رواه أحمد]

إهمال غضّ البصر كذلك أحد أسباب الفساد ، كما أنّ الرجل مأمورٌ بِغَضّ البصر ، المرأة كذلك مأمورةٌ بغضّ البصر ، قال تعالى :
( قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ان الله خبير بما يصنعون . وقل للمؤمنان يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ... )
[ سورة النور ]
ثم إن هذه مسألة جديرة بإثارتها :
قد يغيبُ عن أذهان الناس أنّ للمرأة عورةً على المرأة ، تتوهّم بعض النِّسْوة الجاهلات أنّ هذه امرأة مثلها . لا ، فهناك عورةٌ للمرأة على المرأة ، فإذا كان هناك تكشّف فقد ينشأ من هذا التكشّف شذوذ ، وهو موجود ، وسببه التكشّف بين النساء ، فهذه نقطة قد تغيب عن أذهان معظم الأُسَر ، وقد تلتقي امرأة مسلمةٍ بامرأة فاسقةٍ فاجرة شاردةٍ عن منهج الله ، ماذا تفعل هذه المرأة الفاسقة ؟ تصفها للرجال ، وكأنّهم يروْنها ، فالمرأة التي تظهر محاسنها أمام امرأة بعيدة عن الدِّين وفاسقة، هذه أيضًا مشكلة .
عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :
"لا تُباشِرِ المرأةُ المَرأةَ فَتَصِفُها لزَوْجِها كأنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا"
[ متفق عليه ]
فهذا أيضًا من مخالفات الشرع ، وكذلك الخضوع بالقول ، ولينُ الكلام مع الرّجال الأجانب وهذا حرامٌ ويكثر هذا عند الكلام بالهاتف ، مما يؤدّي إلى مشكلات لا تنتهي ، تعلّم الحق والصواب من القرآن ، قال تعالى :
( فجاءته احداهما تمشي على استحياء فقالت ان أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ... )
[ سورة القصص ]
إنّ أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ، نقطة وانتهى الكلام ! كلام لا يحتاج إلى جواب، وكيف أنّ سيّدنا موسى سأل وقال : ما خطبكما ؟ ما قال : هل من مشكلة فأُعينكم فيها؟ ولم يتوسع في الكلام ، يجب أن تختار الكلمة الجادّة البليغة الموجزة ، إذا خاطبْتَ المرأة الأجنبيّة، وهي بالتالي ينبغي أن تخاطبك خطابًا جادًّا موجزًا ، أما الكلام الليّن كما يجري بالدوائر بين الموظّفين والموظّفات ، وينتقل الموضوع إلى موضوعات غريبة جدًّا ، ثمّ من خلال هذه الأحاديث تفتضح البيوت ،

وكذلك امرأة تحدّ على غير زوجها أحياناً ، سنة أو ستّة أشهر !! عن عروة عن عائشة عن النَّبِيّ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَم قَالَ :
"لا يحل لامرأة أن تحد على ميت فوق ثلاث. إلا على زوج ."
أحيانًا يموت أخوها أو أبوها ، تجدها سنة كاملة لابسة للأسود ، هذه أيضًا من المخالفات الشرعيّة ، فلها أن تحزن المرأة على غير زوجها ثلاثة أيّام فقط ، أما الزوج فله حكم خاصّ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالرحمن العرباوى

عبدالرحمن العرباوى


ذكر عدد الرسائل : 117
العمر : 68
تاريخ التسجيل : 15/08/2007

سلسلة محاضرات أخطاء النساء للدكتور محمد راتب النابلسي Empty
مُساهمةموضوع: تابع   سلسلة محاضرات أخطاء النساء للدكتور محمد راتب النابلسي Icon_minitimeالسبت سبتمبر 01, 2007 7:56 am

والان لنختم بالجزء السابع والاخير


بسم الله الرحمن الرحيم





أيها الإخوة المشكلة أنّ بيوت المسلمين ينبغي أن تنضبط ، والإنسان حينما يضبط بيته تقرّ عينه ، وقد قال الله عز وجل : ( والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما )
[ سورة الفرقان ]

وبعد ، فالمشكلة الكبرى هي : كيف أنّ الإسلام أصبح طقوساً ؟ كان منهجاً قويماً فأصبح صوماً وصلاة وحجاً فقط ! أما البيوت فَمُتَفَلِّتة ، اختلاط ، ولينٌ بالقول ، وإطلاق بصر ، وغيبة ونميمة ، وعدم العمل بقواعد ستر العورة ، وخروج على الإسلام خروجاً مذهلاً ومخيفاً .

أقمتُ دروسًا بِمُعدّل خمسة أشرطة عن العورات في الإسلام ، موضوعات مهمّة جدًّا ، وأنه لا بد من معرفة الأحكام ، ولا يوجد بيت يتقيّد بهذه الأحكام ، ثم تنشأ فيه مشكلة ، وما من مشكلة تنشأ سواء من شذوذ من نحوه ، أو تفلّت ، أو انحراف إلا بسبب التساهل في كشف العورات، ثم التوسع في هذا الأمر والتمادي .
المرأة المؤمنة تعتزّ بدِينها ، ولا تعتزّ بصرعات الأزياء ، والمظاهر الفارغة ، يهمّها أن تكون إنسانة كاملة لزوجها وأولادها ، ما الذي يحدث ؟ لا يحل لها أن تعتني بِمَظهرها إلى درجة مُذهلة إلا أمام زوجها، وهو صاحب الحقّ الأوّل في أن يراها بأبهى زينة ، لكنه لا يرى منها إلا ما يسوئه ، أما الناس الآخرون ، رجال أو نساء يروْن منها ما يسرّهم ، أكرر : لكنّ زوجها لا يرى من امرأته إلا ما يسوئه ، فهذه نصائح وعظات يجب أن تكون واضحة لدى كلّ البيوت.
طبعًا العمل الذي يفضي إلى معصية محرّم ، فعملٌ فيه اختلاط ، وتكشّف ولا يرضي الله عز وجل ، وخلْوَة مع مدير ، وغير ذلك من الأعمال التي تجانب الشرع هي سبب الفساد في الأرض .

هذا الدرس جمعتُ فيه بعض المخالفات التي يمكن أن تقع بها المرأة المقصّرة ، ولكن كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيّته ، الرجل راعٍ في بيته ومسؤول عن رعيّته ، أما إذا كان هناك تساهل فإنّه يدفع الثّمن باهظاً .
الحمد لله على أنّ الله عز وجل قد أنعم علينا بِمَنهج قويم ، والحقيقة لو أنّ إنسانًا سافر إلى بلاد بعيدة يجد العجب العجاب ، ومشكلات لا تنتهي ، والفسق والفجور على قارعة الطريق ، وهذا كلّه من ضياع الناس ، وذكرتُ في خطبة سابقة أنّ هناك ثمانية عشر حديثًا صحيحًا كلّها تحضّ على السكنى بالشام ، أما الحديث المخيف ، وقد ورد في البخاري ، إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم . معنى ذلك أنّ هذه البلاد الطيبة آخر بلاد الأرض فسادًا فإذا فسدَت فالمشكلة كبيرة جدًّا ، ونرجو ألا يتحقق هذا الحديث وألا يترجم إلى واقع .

قال لي أحدهم : ذهبتُ إلى فرنسا ببعثة ، وأحببْت أن أتدرّب على التطبيق رأى شابّاً مهمومًا فسأله : قال له : بماذا تفكّر ؟ قال له : أُفكّر أن أقتل أبي ! فقال له : لماذا ؟ فقال : أحبّ فتاةً فأخذها منّي ! هذا مستوى تعامل الآباء مع الأبناء هناك ،
يروون قصّة نموذجيّة تمثّل واقع المجتمع الغربي ، أنّ شابّاً في أمريكا أحبّ فتاةً فاستأذن أباه في الزواج منها ، فقال له : لا يا بنيّ إنها أختك وأمّك لا تدري ، فلمّا رأى فتاةً ثانية أعجبتهُ ، وعرض على أبيه هذا الأمر ، فقال له : لا يا بنيّ إنها أختك وأمّك لا تدري ، فلمّا أعجبته فتاةٌ ثالثة واستأذن أباه مرّة ثالثة فقال له : لا يا بنيّ إنها أختك وأمّك لا تدري ، فلمّا ضجِر الشابّ عرض الأمر على أُمّه ، فقالت : خذ أيّهن شئْت فأنت لسْتَ ابنه وهو لا يدري !! هكذا حال الكفار .
مرّة استأذنني شخص وقال لي: أريد الإقامة بأمريكا ، فقلتُ له : أنت إذا قمْت وشربت كأس ماء ورجعت هل قمت بعمل شيءٍ ما ؟ فقال : لا، وهل أحد ينتقدك ؟ قال : لا ، فقلتُ له: والله الذي لا إله إلا هو الزنا هناك كشربة الماء ، أقسمْتُ له وأنا موقن بما أقول ، لأنني لمّا كنت بآخر سفرة أحد أفراد الجالية الإسلاميّة تزوّج فتاة أمريكيّة ، قعد معها ، ثمّ قالت له : عندي موعد ، فقال : مع من ؟ فقالتْ : مع صديق ، فقال لها : ولكن أنا زوجك ، فقالت : كلّ شيء له اعتباره ‍‍!! فذهبتْ وتركته في البيت ، وثاني يوم كانت مع صديق ثانٍ ، وثالث يوم مع آخر ، قالت له : واليوم الرابع لك ! ثمّ طلّقها ، هو حدّثني بنفسه ، فقال لي : بعد أن تزوج بمسلمة قال لها : الله يحفظك ليّ ، لأنّك كلّك لي !
أخرج ابن المنذر عن جرير بن عبد الله البجلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"من أقام مع المشركين فقد برئت منه الذمة."
لأنّه أوّلاً يتطبّع بطــِباعِهِم دون أن يشعر ، عش معهم سنتين أو ثلاثاً تقتنع بآرائهم ، ومناهجهم، وتُكبِرُ قِيَمَهم ، وتنسى أمّتك ودينك ، تجد الشيء غير المقبول مقبولاً ، بِرَبِّكم في أي بلد إسلامي إذا وزير أقام مؤتمراً صحفياً ، قال : أنا شاذّ جنسيًّا ! هل يبقى بالوزارة ؟! مستحيل ، لكن ببريطانيا وزير الصحة الحالي ، عقد مؤتمراً صحفياً ، وقال : أنا شاذّ جنسيًّا !
ملكة بريطانيا التي ماتتْ بحادث عقدت مؤتمرًا صحفيًّا بثَّته إحدى عشرة محطّة فضائيّة ، قالت : في يوم كذا زنَتْ بالإسطبل في الوقت الفلاني مع فلان ، ومع آخر في يوم كذا ، ولمّا ماتت مشى بجنازتها سبعة ملايين شخص ، وبكى عليها الكثير من الوزراء .
لمّا اغْتُصِبت خمسة وثلاثون فتاة بالبوسنا ما بكى أحد لمصابهن ، أما هذه المجنونة لمّا ماتت كلّهم بكوها ! هذا هو المجتمع الوحشي ، بعيد عن القيم ، فلمّا النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"إنكم ستجندون أجنادا، جندا بالشام ومصر والعراق واليمن. قلنا: فخر لنا يا رسول الله. قال: عليكم بالشام فإن الله قد تكفل لي بالشام".
[وأخرج البزار]
"إن فـسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة، إلى جانب مدينة يقال لها دمشق، من خير مدائن الشام ."
[ رواه أبو داود]
"إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع فعمد به إلى الشام ! ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام."
[أخرجه الحاكم]
فعليكم بالشام في آخر الزمن ، وإذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم .
أنا والله أيها الإخوة حريصٌ حرصًا كبيرًا على أن تظلل بيوتكم السعادة ، والبيت المسلم فيه سعادة ولو كان متواضعاً ، ولو كان بيتاً بالأُجرة ، ولو كان أثاثه قليلاً جدًّا ، ولو كان الإنفاق قليلاً ، لأنّ أساس السعادة الاتّصال بالله عز وجل ، فكلّ زوجين مؤمنين طاهرين مستقيمين ، يعطيهما الله عز وجل الاطمئنان ويوفر لهما من السعادة التي لا يحلُم بها أهل الدنيا .




والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلسلة محاضرات أخطاء النساء للدكتور محمد راتب النابلسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» محبة رسول الله " سلسلة رائعة "
» أفضل أنواع النساء
» سلسلة المسلمات
» من هم النساء الذين ذكروا فى القران
» اللحظات الاخيرة قبل وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العرباوي........نحن نختلف عن الاخرون :: المنتديات العامة :: المنتدي الاسلامي-
انتقل الى: